خدعـوها بـقولهم حــسـنــاءُ === والـغـواني يـغُرُّهـنّ الـثــنـاء
نــظرة فـابـتسامة فـــســـلام === فـــكــلام فــمـوعـد فــلـــقـاء
فآتقوا الله في قلوب العـذارى === فـالـعـذارى قـلوبــهـنّ هـواء
وبناءً على ما تورثه أشرطة الغناء من فتنةٍ للفتيات فهي مُحَرَّمةٌ وضررها أكبرُ من نفعها على النّاس؛ بل أصبحت أشرطة الغزل في العالَم بما يقارب تسعين في المائة وهي وسيلةٌ من وسائل الفتنة، ولَرُبَّ فتاةٍ كان سبب فتنتها أن أُهدي إليها شريط غزلٍ! ولربّ هُدًى كان بسبب شريطٍ لعالِم دينٍ!
والشعر خيره خيرٌ وشَرّه شرٌّ، أما بالنسبة للموسيقى بلا كلمات الغزل فلا أُحرِّمها ولا أُحلِّلها، وإنما الفتنة في الشِّعر وفي صوت المُغني أو المُغنية بشعر الغزل الذي يَؤزُّ العواطف أزًَا عنِد أهل الهوى فتَصرِف قلبه إلى مَن يُحِبّ ثم ينطلق للقاء من يُحِب إن استطاع إليه سبيلًا، وخصوصًا إذا كان هذا الشريط له ذكرياتٌ خاصةٌ فتهيج الأشجان بعد خمود البركان وكما يقول شاعر الغزل:
( فهَيَّجَ أشجان كان القلبُ ناسيها )
فنظرًا لِضعف الإنسان أمام عاصفة العاطفة فإنَّ أسباب الفتنة مُحرَّمةٌ لأنّها خطوات الشّيطان كالنَّظرة، وشِعر الغَزل، وخلوّ الرجل بالمرأة، والقنوات الفضائيّة الماجنة، وغيرها من أسباب الفتنة مُحَرَّمةٌ وليس ذلك تشديدًا؛ بل تخفيفًا.
تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿٢٧﴾ يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].
أما ما دون ذلك من الموسيقى والغناء فلا أُحرِّمُه ولا أُحَلِّلُ؛ بمعنى إنّي أسكت عنه كما سكتَ الذين من قبلي، ومعنى السكوت عنها لأنها من الأشياء التي سَكَت الله عنها فلم تأتِني فتوى في شأنها في كتاب الله ولا سنّة رسوله، ولكن إذا بحثنا عن الأفضل فسوف تجد الاستماع إلى قرآنٍ أو شريطٍ لعالمٍ خيرًا من شريط الموسيقى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} صدق الله العظيم [الكهف:24].
باستثناء ما كان غناءٌ فيه ذكر الله وتسبيحه فذلك شريط خيرٍ وغناءٌ كريمٌ، وسبب تكريمه ذكر الله فيه والتسبيح له كمثل هذه البيوت الشعريّة من شعر ناصر محمد اليمانيّ من قبل أربعة عشر سنةً تقريبًا قبل أن يؤتيني الله العلمَ في القرآن وقلت أبياتًا من الشعر مُخاطِبًا فيها ربّي، وهي:
لا عند رباً أحد واحد هو الصمدا _ ولم يكُن والدا أو كان مولدا
ولم يكن في الوجودُ كفو له أحدا_ قبل الوجودا فربي كان موجدا
وأستغفره في القصائد ليس لي قصدا_ إذا تعدى الحدودا غير مقصودا
تعلم بما تحتويه نية العبدا _ لي نية طامحة والرزق محدودا
طامع لقُربا لمن وجهي لهُ سجدا _ يا حي قيوم دايم وانت معبودا
ذكرك نعيمي نعيم أكبر من الخلدا_ رضوان نفسك نعيماً غير محدودا
يدي بيدك وأنت القصد والسندا_ عبدك دعاء ليك يا من أنت محمودا
للعبد مغلول يدا فقطع المددا _ ولا تجودا على من ليس له جودا
بالقلب إيمان بك يالله لي زادا_ لا زدتني بالبلايا زاد تشديدا
والحمدُ لك حمد دايم عاصر الأبدا_ من قلب مخلص في الحالين محمودا
وحب الناس بالخيرات والمدى_ من كف خلاق جوده غير محدودا
وامشي مع الناس بالإصلاح والسدا_ وأطفئ نيار الفتن لا كنت مسنودا
وأنصر الله والطاغوت باهدا __ باليد والقول لا بالقلب مكنودا
هذه صفاتي صفات الأب والجدّا _ ومن يكذّب حقيقه كان منقودا
لا بُد مرقاء لأمالي وللمجدا _ بإذن ربي أحقق كُل ما ريدا
ما راد ربي فلا رداً لما رادا _ وما نريدُ بما لا راد مردودا
ميئس من الله لاما نا ادخل اللحدا_ والضن بالله كالإيمان معقودا
واختم صلاتي ولا يُحصى لها عدا_ على محمد رسول الله مشهودا
وهذه الكلمات الشعريّة تسبيحٌ وتقديسٌ لربّي لي فيها أجرٌ، والغَزَل وزرٌ.