______________
إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ..
اقتباس المشاركة :بسم الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالميـــن والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إمامي وسيدي وقرة عيني بعد رسول الله صلى عليه وسلم الإمام ناصر محمد اليماني العالم بكتاب الله جل وعلا الرحمن على العرش أستوى الذي وهبك علم وتأويل كتاب الله بالحق الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولله الحمد والمنة الذي جمعنا بك وكافة الانصار في هذا المكان المبارك وشكر الله لك مافعلت وماتفعل لنصرة هذا الدين القيم واسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظك وكافة الأنصار حتى نرى عين اليقين ونكون من جنود الله في الأرض ومن جنودك لحفظ هذا الدين العظيم فياإمامي لقد قرأت موضوعك عن الشفاعة منذ وقت طويل وايقنت بذلك ولله الحمد فالأمر واضح لا غبار عليه بأن الله أرحم الرحمين ولا يوجد أي مخلوق على وجه الكون أرحم بالله من عباده سبحانه وتعالى لا إله إلا هو وما لنا من ولي ولا شفيع غيره أرحم الرحمين فنسأله سبحانه وحده شفاعته ورحمته وأن يبلغنا نعيم رضوان نفسه اللهم آميـــن.... ولكنني أريد أن أعرف عن هذا الحديث ومدى صحته ياإمامي ومامعنى شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لكي أعرف كيف أتجادل من المشائخ والناس بخصوص هذا الموضوع لأن معضمهم يقول لي ويحك الرسول شفيعاً لأمته وأيضاً الأطفال الرضع شفعاء لأهليهم وغير ذلك فنريد منك ياإمام البشر تخبرنا ذلك لنتعلم منك أكثر مما علمك الله وإليك الحديث:روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة أنه قال: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)) ثم قال: ((هل تدرون مم ذاك؟!! يجمع اللـه الأولين والأخرين فى صعيد واحد فيبصرهم الناظر، ويسمعهم الداعى وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس ألا ترون ما أنتم فيه، إلى ما بلغكم؟!! ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم. فيأتونه فيقولون ياآدم أنت أبو البشر خلقك اللـه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: إن ربى غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهانى عن الشجرة فعصيت، نفسى، نفسى، نفسى… اذهبوا إلى غيرى. اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحاً، فيقولون: يانوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك اللـه عبداً شكوراً، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟ فيقول: إن ربى غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كان لى دعوة دعوت بها على قومى، نفسى، نفسى، نفسى، اذهبوا إلى غيرى، اذهبوا إلى إبراهيم… فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبى اللـه، وخليله فى أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنى كنت كذبت ثلاث كذبات، فذكرها، نفسى، نفسى، نفسى، اذهبوا إلى غيرى، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى. فيقولون: أنت رسول اللـه، فضلك برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنى قد قتلت نفساً لم أُومر بقتلها، نفسى، نفسى، نفسى اذهبوا إلى غيرى، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنت رسول اللـه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلَّمت الناس فى المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربى قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنباً، نفسى، نفسى، نفسى. اذهبوا إلى غيرى، اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمداً وفى رواية: فيأتونى - فيقولون: يامحمد أنت رسول اللـه وخاتم الأنبياء قد غفر اللـه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فانطلق، فآتى تحت العرش، فأقع ساجداً لربى، ثم يفتح اللـه علىّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلى، ثم يقال: يامحمد، ارفع رأسك، وسل تعط، واشفــع تُشفّــع فأرفع رأسى، فأقول: ياربى أمتي)). هذا والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والصالحين أجمعين. أخوكم عبدالعزيز الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين , , ,
قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة: 4].
وقال الله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)}صدق الله العظيم [الزخرف].
وقال الله تعالى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 53].
فانظر لقول الله تعالى: { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 53].
فانظر لقول الله تعالى: {قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّهم لن يجدوا لهم من دون الله وليَّاً ولا شفيعاً يتجرَّأ للشفاعة بين يديه، وللأسف لم يفهم كثيراً من العُلماء كيفية الشفاعة ولم يفقهوا أمرها بين يدي أرحم الراحمين، ولو تدبروا قول الله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)} صدق الله العظيم [الزخرف].
فلو تدبروا الاستثناء الذي لم يفقهوه في شأن الشفاعة لوجدوا سرّ الاستثناء في قول الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف: 86].
فمن يقصد؟ إنهُ يقصد عباده المُقربون أنّهم لا يملكون الشفاعة، ومن ثم يأتي الإستثناء بالحقّ وهو قول الله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم؛ وما يقصد الله سُبحانه بقوله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}؟ صدق الله العظيم؛ ويقصد إلا من شهد بالحقّ أنّ الله أرحم بعباده من عبده؛ ذلك الذي استثنى الله له أن يُخاطب ربَّه لأنّهُ يعلم أنّهُ سوف يقول صواباً ولن يطلب من الله الشفاعة لأحدٍ ولا ينبغي له بل يُحاجِج الله بالحقّ الذي علمه في نفسه، وجميع المُتّقين لا يملكون منهُ خطاباً إلا من أذنَ له الرحمن وقال صواباً، وذلك هو القول الصواب، ولكن الذين لا يعلمون يقولون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}! فانظر لردّ الله عليهم بالحقّ: {قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 53].
وإنما ابتعث الله مُحمداً عبده ورسوله لينذر الناس أنّه ليس لهم من دون ربِّهم من وليّ ولا شفيعٍ. وقال الله تعالى: قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وعليه فإنّ هذا الحديث لشفاعة محمد عليه الصلاة والسلام باطلٌ مُفترى، والهدف من ذلك الافتراء لكي يضلَّ المُسلمون فيعتقدون أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوف يشفع لهم بين يديّ الله ويقول أنا لها أنا لها! وذلك شركٌ عظيمٌ ما داموا يرجون الشفاعة بين يديه من أحد عباده سواءً كان محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم أو نبيّ الله عُزير صلى الله عليه وآله وسلم.
وأفتي بالحقّ أنّ من كان ينتظر أن يُشفع له عبدٌ بين يدي ربّ العباد أرحم الراحمين فقد أشرك بالله ولم يشهد بالحقّ أنّ الله أرحم بعباده من كافة عبيده المُقربين من الملائكة والأنبياء والرسل والصّديقين والشهداء والصالحين، فاستغنوا عن رحمة ربهم بهم بشفاعة من هم أدنى رحمة بهم من الله.
ويا قوم، إنّي أدعوكم إلى الله وحده فمن ذا الذي يقول أنّي على ضلالٍ مُبين؟ وذروا الشفاعة لله كيفما يشاء وكما يحبّ ويرضى، والذين يحاجّونكم في الشفاعة بين يدي الله فردّوا عليهم بالقول الذي أمر الله مُحمداً عبده ورسوله أن يردّ عليهم به. وقال الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الزمر: 44].
بمعنى أنّ صفة الرحمة في نفسه تعالى تشفع لكم من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف: 86]؛ أي إلا من شهد بالحق أنّ الله هو أرحم الراحمين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني.
____________